طالب ، وفي أسفل آخر : وكتب عمار بن ياسر ، وفي آخر وكتب المقداد ، وفي آخر : وكتب سلمان الفارسي ، وفي آخر : وكتب أبوذر الغفاري ، كأنّهم تعاونوا على كتابته ، قال جدي القاسم بن بن إبراهيم صلوات الله عليه : فقرأته فإذا هو هذا القرآن الذي في أيدي الناس حرفاً حرفاً ، لا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً ، غير أن مكان : (قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ) (١) ؛ اقتلوا الذين يلونكم من الكفار وقرأت فيه المعوذتين (٢).
ويؤيد هذا الكلام وأنّ القرآن هو واحد عند الجميع ما جاء عن ابن عباس وغيره بان المصاحف على عهد رسول الله لم تكن تباع بل كان الصحابي يأتي بورقه الى مسجد النبي فيجلس هذا الصحابي ويكتب شيئا ثم يقوم ويأتي الصحابي الثاني فيكتب شيئا ويقوم ، كلّ ذلك احتسابا عند الله.
اجل نحن قد أشرنا في كتابنا (جمع القرآن) بأنّ الإمام عليّاً قد أوصل مصحفه المجرد إلى عثمان عن طريق حذيفة حينما وقف الإمام على اختلاف الأمّة فيه بعد الشيخين ، وعدم قبولهم بما جُمع على عهد الخلفاء الثلاثة بواسطة زيد.
فقدّم الإمام مصحفه المجرد كي يُعتَمد ، مع علمه بعدم التصريح باسمه وباسم رسول الله وتسجيلهم ذلك المصحف باسم عائشة أو زيد أو عثمان نفسه ، ولا ضير في ذلك ، لأنّ تصريح عثمان في اعتماده على نسخة عائشه ـ إنْ كانت
__________________
(١) التوبة : ١٢٣.
(٢) مجموع الرسائل المطبوع مؤخراً بتحقيق الذراحي ، انظر المكتبة الزيدية الشاملة.