قبلهم؟ وهل يعنون به عثمان بن عفان ام عثمان طه.
بل عند من بقي ذلك المصحف النبوي؟ هل كان عند زوجته عائشة؟ أو عند بنته الوحيدة فاطمة الزهراء وصهره الإمام علي بن أبي طالب؟ والأهم من كلّ ذلك : لماذا أُبعد الإمام علي عليهالسلام وابن مسعود ومُعاذ بن جبل وأُبي بن كعب وغيرهم من كبار الصحابة القرّاء عن جمع القرآن؟ وخص الخلفاء الثلاثة بجمعه؟ إنّه سؤال يبحث عن جواب.
ألم يكن التركيز على اسم عثمان وإبعاد الآخرين من الصحابة فيه شيء من الإجحاف بحقّهم ، وخصوصاً بحقّ الذين عرضوا قراءتهم على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وورد فيهم نص يؤكد جلالة قدرهم في القرآن على وجه الخصوص؟
خلاصة القول : إنّ مصحف الإمام عليّ عليهالسلام (المجرد) لا يختلف عن بقية المصاحف الموجودة عند الصحابة ، وحتّى أنه كان لا يختلف مع المصحف الذي كان يقرأ به عثمان على وجه الخصوص ـ إلّا في القراءة في بعض الأحيان ـ لأنّه مصحف رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي كان قد أقره الله لأمته في كلّ عام (١).
وقد ورد عن الإمام الزيدي الهادي يحيى بن الحسين وفيه : ما حدثني أبي عن أبيه ، أنّه قال : قرأت مصحف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عند عجوز مسنة ، من ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فوجدته مكتوباً أجزاء ، بخطوط مختلفة ، في أسفل جزء منها مكتوب : وكتب علي بن أبي
__________________
(١) من خلال رسوله الامين وجبرئيل.