إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإصابة في تمييز الصحابة [ ج ٢ ]

الإصابة في تمييز الصحابة [ ج ٢ ]

503/576
*

وهذا قد يخالف قول من قال : إنه شهد العقبة ، وقد جزم بذلك عروة وموسى بن عقبة ، وذكروه كلهم فيمن شهد بدرا ، وقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة. أخرجه أحمد مرسلا.» (١)

واختلف في وفاته : فقال الواقديّ ـ وتبعه ابن نمير ، ويحيى بن بكير ، وغير واحد :

مات سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان ، وقيل قبلها بسنتين.

وقال أبو زرعة الدّمشقيّ : عاش بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أربعين سنة ، وكأنه أخذه من رواية شعبة عن ثابت ، عن أنس ، قال : كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أجل الغزو ، فصام بعده أربعين سنة لا يفطر إلا يوم أضحى أو فطر.

قلت : فعلى هذا يكون موته سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين. وبه جزم المدائني.

ويؤيده ما أخرجه في «الموطأ» ، وصحّحه الترمذيّ ، من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة ... فذكر الحديث في التّصاوير ، وعبيد الله لم يدرك عثمان ولا عليّا. فدلّ على تأخر وفاة أبي طلحة.

وقال ثابت ، عن أنس أيضا : مات أبو طلحة غازيا في البحر ، فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ولم يتغيّر.

أخرجه الفسوي في «تاريخه» ، وأبو يعلى ، وإسناده صحيح.

روى أبو طلحة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. روى عنه ربيبه أنس ، وابن عبّاس ، وأبو الحباب سعيد بن يسار ، وغيرهم.

وروى مسلم وغيره من طريق ابن سيرين عن أنس أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما حلق شعره بمنى فرّق شقّه الأيمن على أصحابه : الشعرة ، والشعرتين ، وأعطى أبا طلحة الشقّ الأيسر كلّه.

وفي الصّحيحين عن أنس ، لما نزلت : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ١١٢ ، وأبو نعيم في الحلية ٧ / ٣٠٩ قال أبو نعيم مشهور من حديث ابن عيينة تفرد به عنه علي بن زيد بن جدعان. وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٢٢٤. وابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ : ٤ : ٦٢. وأورده الهيثمي في الزوائد ٩ / ٣١٥ عن أنس وقال رواه أحمد وأبو يعلى ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح.