وقد ذكرنا غير مرة أنّ من كان في عصر أبي بكر وعمر رجلا ، وهو من قريش ، فهو على شرط الصحبة ، لأنه لم يبق بعد حجّة الوداع منهم أحد على الشّرك ، وشهدوا حجّة الوداع مع النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جميعا ، وذكرنا أيضا أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة.
٢٨٢٣ ـ زمل بن عمرو بن عنز (١) : بن خشّاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة العذريّ. ويقال زمل بن ربيعة ، ويقال له زميل ـ مصغر.
له وفادة. ذكره هشام بن الكلبيّ فقال : رواه ابن سعد في الطبقات عنه عن الشرقي بن القطامي ، عن مدلج بن المقداد العذريّ ، عن عمه عمارة بن جزي ، قال : وقال زمل :
سمعت صوتا من صنم. فجئت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «ذاك من مؤمني الجنّ». قال : «فأسلم» ، وأنشأ يقول :
إليك رسول الله أعملت نصّها |
|
أكلّفها حزنا وقورا من الرّمل |
[الطويل]
الأبيات :
وذكر الحديث في قصّة إسلامه ووفادته ، وعقد له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لواء على قومه ، وكتب له كتابا ، وشهد بلوائه المذكورة صفّين مع معاوية ، وقتل يوم مرج راهط مع مروان سنة أربع وستين.
وأخرجه أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» من طريق أبي حاتم السجستاني ، عن أبي عبيدة ، عن الشرقي ، لكن قال : عن مدلج العذريّ ، عن أبيه ، عن زميل بن ربيعة به.
وروى حديثه تمام في فوائده ، عن أبي الحارث محمد بن الحارث بن هانئ ، عن مدلج بن المقدام بن زمل بن عمرو العذريّ عن آبائه ، وذكر أن اسم الصّنم خمام ـ بالخاء المعجمة.
وقال أبو عبيدة : استعمله معاوية على شرطته [وكان أحد شهود التحكيم بصفّين ، وأقطعه معاوية عند باب توما ، واستعمله يزيد بن معاوية على خاتمه ، وشهد بيعة مروان بالجابية.
__________________
(١) أسد الغابة ت [١٧٥٨] ، تبصير المنتبه ٣ / ٩٩ ، الاستيعاب ت (٨٧٥).