٢٥٥٧ ـ رافع (١) : مولى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. يكنى أبا البهيّ ، بفتح الموحدة وكسر الهاء الخفيفة.
له ذكر في حديث أخرجه ابن ماجة ، والبلاذريّ. وابن أبي عاصم في الأدب ، والحسن بن سفيان في مسندة ، كلّهم عن هشام بن عمار ، عن يحيى بن حمزة ، عن زيد بن واقد ، عن مغيث بن سمي ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قلت يا رسول الله ، من خير الناس؟ قال : «ذو القلب المخموم (٢) ، واللّسان الصّادق ..». فذكر الحديث وفيه : فقلنا ما نعرف هذا فينا إلا رافعا مولى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. وهذه الزيادة ليست عند ابن ماجة.
وروى الحكيم الترمذيّ في نوادره هذا الحديث من طريق محمد بن المبارك الصوري ، عن يحيى بن حمزة بتمامه ، وأخرجه الطّبراني من وجه آخر ، وزاد البلاذريّ : قال هشام بن عمار : أخشى أن يكون غير محفوظ ، ولا أحسبه إلا أبا رافع.
قلت : أخرجه أحمد في «الزهد» من طريق أسد بن وداعة مرسلا ، لكنه قال : رافع بن خديج وقوله ابن خديج وهم ، وهو يقوّي الرواية الأولى ، ويبعد توهم هشام.
وله ذكر في حديث آخر أخرجه الطّبراني من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار ، عن عمرو بن سعيد ، قال : كان لسعيد بن العاص عبد فأعتق كلّ واحد من أولاده نصيبه إلا واحدا فوهب نصيبه للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأعتق نصيبه ، فكان يقول : أنا مولى النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان اسمه رافعا أبا البهي.
وروى هشام بن الكلبيّ هذه القصّة : وزاد : فلما ولّى عمرو بن سعيد الأشدق بعث إليه فدعاه ، فقال : مولى من أنت؟ قال : مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فضربه مائة سوط ، ثم أعاد السّؤال ، فأعاد فضربه مائة أخرى ، ثم أعاد الثالثة كذلك ، فلما رأى أنه لا يرفع عنه الضرب قال : أنا مولاك.
قال ابن الكلبيّ : والناس يغلطون في هذا فيقولون : أبو رافع ، وإنما هو رافع.
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٤ / ٧٣ ، ٧٥ ، التاريخ لابن معين ٧٠٤ ، المعارف ١٤٥ ، ١٤٦ ، الجرح والتعديل ٢ / ١٤٩ ، معجم الطبراني الكبير ١ / ٢٨٦ ، المستدرك ٣ / ٥٩٧ ، تهذيب الكمال ١٦٠٣ ، تذهيب التهذيب ٤ / ٢١٢ ـ ٢ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٩٢ ـ ٩٣ ، خلاصة تذهيب الكمال ٤٤٩ ، أسد الغابة ت (١٥٧٤).
(٢) القلب المخموم هو النقي من الغل والحسد ، ورجل مخموم القلب نقي من الغشّ والدّغل ، وهو من خممت البيت إذا كنسته. اللسان ٢ / ١٢٦٩.