الحجاج بن عتيك بن الحارث بن عوف بن وهب بن عمرو الجشمي ، وكان ممن قدم البصرة أيام عتبة بن غزوان ، وولي حائط المسجد مما يلي بني سليم أيام زياد ، وكان قد رحل بامرأته إلى الكوفة لمّا جرى للمغيرة ما جرى ، ثم رجع إليها في إمارة أبي موسى فاستعمله على بعض أعماله.
١٦٢٧ ـ الحجاج بن علاط (١) : ـ بكسر المهملة وتخفيف اللام ـ ابن خالد بن ثويرة ـ بالمثلثة مصغرا ـ ابن هلال بن عبيد بن ظفر بن سعد السلمي ثم الفهري. يكنى أبا كلاب ، ويقال : كنيته أبو محمد وأبو عبد الله.
قال ابن سعد : قدم على النبيّ صلىاللهعليهوسلم وهو بخيبر فأسلم. وسكن المدينة واختطّ بها دارا ومسجدا.
وقال عبد الرّزاق : أخبرنا معمر ، عن ثابت ، عن أنس. لما افتتح رسول الله صلىاللهعليهوسلم خيبر قال الحجاج بن علاط : يا رسول الله ، إنّ لي بمكة أهلا ومالا ، وإني أريد أن آتيهم ، فأنا في حلّ إن قلت فيك شيئا؟ فأذن له ... الحديث بطوله رواه أحمد وأبو إسحاق عن عبد الرزاق ، ورواه النّسائي عن إسحاق وأبي يعلى والطّبراني ، وابن مندة من طريق عبد الرزاق.
وقال ابن إسحاق في السيرة : حدثني بعض أهل المدينة قال : لما أسلم الحجاج بن علاط شهد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم خيبر ، فذكر القصّة نحو حديث أنس بطولها.
وروى ابن أبي الدّنيا في هواتف الجان ، من طريق واثلة بن الأسقع ، قال : كان سبب إسلام الحجاج بن علاط أنه خرج في ركب من قومه إلى مكة ، فلما جنّ عليه الليل استوحش فقام يحرس أصحابه ويقول :
أعيذ نفسي وأعيذ صحبي |
|
حتّى أعود سالما وركبي |
[الرجز]
فسمع قائلا يقول : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا ...) [الرحمن ٢٣] الآية.
فلما قدم مكة أخبر بذلك قريشا ، فقالوا له : يا أبا كلاب ، إن هذا فيما يزعم محمد أنه أنزل عليه قال : فسأل عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقيل له : هو بالمدينة ، قال : فأسلم الحجاج وحسن إسلامه.
__________________
(١) الاستيعاب ت (٥٠٠) ، ذيل الكاشف ٢٤٧ ، أسد الغابة ت (١٠٨٣).
(٢) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (١٠٨٣) ، والاستيعاب ترجمة رقم (٥٠٠).