المسيّب ، قال : كان ابن البرصاء الليثيّ من جلساء مروان بن الحكم ، وكان يسمر معه ، فذكروا الفيء عند مروان ، فقالوا : الفيء مال الله ، وقد وضعه عمر في موضعه فقال مروان : إن الفيء مال أمير المؤمنين معاوية يقسمه فيمن شاء ، فخرج ابن البرصاء فلقي سعد بن أبي وقاص فأخبره.
قال سعيد : فلقيني سعد وأنا أريد المسجد ، فقال : الحقني ، فتبعته حتى دخلنا على مروان ، فأغلظ له .... فذكر القصّة.
قال : فقال مروان : من ترون قال هذا لهذا الشّيخ؟ قالوا : ابن البرصاء ، فأتى به فأمر بتجريده ليضرب ، فدخل البواب يستأذنه لحكيم بن حزام ، فقال : ردّوا عليه ثيابه ، وأخرجوه لا يهج علينا هذا الشّيخ الآخر ، فذكر القصّة بطولها.
وهي دالّة على أنّ الحارث بقي إلى خلافة معاوية. [وهذا هو المشهور في نسبة الحارث.
ونقل أحمد في «مسندة» لما أخرج حديثه المرفوع عن سفيان أنه قال : إنه خزاعيّ] (١).
١٤٨٣ ـ الحارث بن مالك الأنصاري (٢). روى حديثه ابن المبارك في الزهد عن معمر عن صالح بن مسمار أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «يا حارث بن مالك ، كيف أصبحت؟» قال : أصبحت مؤمنا حقا. قال : «إنّ لكلّ قول حقيقة ، فما حقيقة إيمانك؟ قال : عزفت نفسي عن الدنيا ، فأسهرت ليلي ، وأظمأت نهاري ، وكأني انظر إلى عرش ربّي ، وكأنّي انظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ، وكأني أسمع عواء أهل النار. فقال : «مؤمن نوّر الله قلبه»
(٣). وهو معضل.
وكذا أخرجه عبد الرّزّاق عن معمر ، عن صالح بن مسمار ، وجعفر بن برقان ـ أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال للحارث ...
وأخرجه في التّفسير عن الثّوريّ عن عمرو بن قيس الملائي عن يزيد السلمي. قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم للحارث : «كيف أصبحت يا حارث؟ (٤) قال : من المؤمنين ، قال : «اعلم
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) الثقات ٣ / ٧٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٠٨ تقريب التهذيب ١ / ١٤٥ ، التحفة اللطيفة ١ / ٤٤٩ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٣٧ ، المحن ١٣٠ ، الطبقات ٣٠ ، بقي بن مخلد ٧١٠ ، أسد الغابة ت (٩٥٧).
(٣) أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين ٩ / ٣٢٧.
(٤) أخرجه العقيلي في الضعفاء ٤ / ٤٥٥ وأورده الهيثمي في الزوائد ١ / ٦٢ عن الحارث بن مالك الأنصاري