أبيه جهر ، قال : قرأت خلف النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا جهر ، «أسمع ربّك ولا تسمعني» (١). أخرجه الطبرانيّ في حرف الجيم ، فقال : عن عبد الله بن جهر وأخرجه ابن قانع في حرف الحاء فقال : عن عبد الله بن حجر ، وأخرجه أبو أحمد العسكري من طريق عن الوقّاصيّ ، فقال : عن عبد الله بن جابر ، فهذه ثلاثة أقوال أرجحها الأول.
وقرأت بخط ابن عبد البر في حاشية كتاب ابن السّكن ، وممن لم يذكره ابن السكن جهر ، حدثنا .. فساق بسنده من وجه آخر إلى عثمان بن عبد الرحمن المخزوميّ وهو الوقّاصي المذكور مثله ، قال : لم يرو جهر غير هذا الحديث.
قلت : والوقّاصيّ ضعيف ، وقد خالفه النعمان بن راشد ، فرواه عن الزهريّ ، فقال : عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : سمع النبيّ صلىاللهعليهوسلم عبد الله بن حذافة ، وهو يصلّي يجهر بقراءته بالنهار فقال : يا عبد الله ، «أسمع الله ولا تسمعنا».
أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والحاكم أبو أحمد في «الكنى» ، وسمعناه بعلوّ في الرابع من حديث أبي جعفر بن البختري من هذا الوجه.
١٢٥٠ ـ جهم بن قثم العبديّ (٢). له ذكر في ترجمة مطر بن هلال العنزي من حديث الزارع أنه وفد على النبيّ صلىاللهعليهوسلم ومعه جهم بن قثم.
وذكر أبو عمر الكنديّ أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم وهب أخت مارية لجهم العبديّ ، فولدت له زكريا بن الجهم.
قال ابن زولاق : المشهور أنه وهبها لحسان.
قلت : وما ذكره أبو عمر الكنديّ أخذه من المغازي لابن إسحاق ، فإنه قال فيها حدثني الزّهريّ عن عبد الرحمن بن عبد القاري ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ، فذكر القصة. وفيها فأهدى إليه جاريتان إحداهما أم إبراهيم ، وأما الأخرى فوهبها لجهم بن قثم العبديّ ، فهي أم زكريا بن جهم الّذي كان خليفة عمرو بن العاص.
وروى البيهقيّ في «الدلائل» من طريق أبي بشر الدّولابي ، ثم من رواية عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المقوقس ، فذكر القصة. وفيها : وأهدى ثلاث جوار ، لكن
__________________
(١) أخرجه الطبراني في الكبير ٢ / ٣٢٤. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٩٧١٠ ، ٢٢١٦٩.
(٢) أسد الغابة ت [٨٢٣].