الوليد رجل يلعب فذبح إنسانا وأبان رأسه ، فعجبنا فأعاد رأسه ، فجاء جندب الأزديّ فقتله.
ومن طريق عاصم ، عن أبي عثمان ، قال : قتله جندب بن كعب.
وروى البيهقيّ في «الدّلائل» ، من طريق ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ـ أن الوليد بن عقبة كان أميرا بالعراق ، وكان بين يديه ساحر يلعب. فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به ، فيقوم خارجا فيرتدّ فيه رأسه ، فقال الناس : سبحان الله يحيي الموتى! ورآه رجل صالح من المهاجرين فنظر إليه ، فلما كان من الغد اشتمل على سيفه ، فذهب يلعب لعبة ذلك. فاخترط الرجل سيفه ، فضرب عنقه ، وقال : إن كان صادقا فليحي نفسه ، فأمر به الوليد فسجن ، وكان صاحب السجن يسمّى دينارا ، وكان صالحا ، فأعجبه نحو الرجل فقال له : انطلق لا يسألني الله عنك أبدا.
وسيأتي في ترجمة زيد بن صوحان له طريق أخرى. من حديث بريدة.
وقال ابن الكلبيّ : اسم الساحر المذكور بستاني.
وفي «الاستيعاب» أبو بستان. وقال صاعد اللّغوي في الفصوص. اسمه بطرونا.
وروى ابن السّكن من طريق يحيى بن كثير صاحب البصريّ ، حدّثني أبي ، حدثنا الجريريّ ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : ساق رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأصحابه ، فجعل يقول : جندب؟ وما جندب! حتى أصبح ، فقال أصحابه لأبي بكر : لقد لفظ بكلمتين ما ندري ما هما ، فسأله فقال : «يضرب ضربة فيكون أمّة وحده». قال : فلما ولى عثمان ولي الوليد بن عقبة الكوفة ، فأجلس رجلا يسحر يريهم أنه يحيي ويميت ، فذكر قصة جندب في قتله ، وأنّ أمره رفع إلى عثمان فقال له : أشهرت سيفا في الإسلام ، لو لا ما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيك لضربتك بأجود سيف بالمدينة ، وأمر به إلى جبل الدخان.
وفي «الاستيعاب» من وجه آخر أن ابن أخي جندب ضرب السجّان ، وأخرج عمّه من السّجن ، وقال في ذلك :
أفي مضرب السّحّار يسجن جندب |
|
ويقتل أصحاب النّبيّ الأوائل (١) |
[الطويل]
وروى التّرمذيّ من طريق الحسن ، عن جندب بن كعب ، قال : «حدّ السّاحر : ضربه بالسّيف» ورجّح أنه موقوف ، أخرج الطبراني حديث حدّ الساحر في ترجمة جندب بن عبد
__________________
(١) ينظر هذا البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (٨٠٦). وفي الاستيعاب ترجمة رقم (٣٤٧).