وهديا برسول الله صلىاللهعليهوسلم كما قال حذيفة ، معلّم أهل الكوفة وقاضيها ، ومؤسّس طريقتها ، كان ينحو منحى عمر بن الخطّاب ـ رضي الله تعالى عنه ـ وعلى منحاه كان يسير من الاعتداد بالرّأي حيث لا نصّ من كتاب أو سنّة وهو الّذي يقول : لو سلك النّاس واديا وشعبا وسلك عمر واديا وشعبا لسلكت وادي عمر وشعبه ، وكان لا يخالفه إلا في القليل النّادر ، وكان ذلك القليل النّادر أقرب إلى القبول عند هذه المدرسة مما اجتمع عليه هو وعمر ـ رضياللهعنه ـ.
عن الأعمش عن إبراهيم النّخعي أنه كان لا يعدل بقول عمر وعبد الله إذا اجتمعا ، فإذا اختلفا كان قول عبد الله أعجب إليه ، لأنه ألطف ، وقرأ القرآن فأحلّ حلاله وحرم حرامه ، فقيه في الدين عالم بالسّنة ، ولي بيت المال بالكوفة لعمر وعثمان ـ رضياللهعنه ـ وقدم آخر عمره المدينة ومات بها في خلافة أمير المؤمنين عثمان ـ رضياللهعنه ـ سنة ٣٢. ه.
تلاميذ هذه المدرسة
وأشهر تلاميذ هذه المدرسة من أصحاب عبد الله بن مسعود الّذين أخذوا أقواله وتثقّفوا بآرائه هم هؤلاء الفقهاء السّتة : علقمة بن قيس النّخعي ، والأسود بن يزيد النّخعي ، ومسروق ابن الأجدع الهمدانيّ ، وعبيدة بن عمرو السّلماني ، وشريح بن الحارث القاضي ، والحارث الأعور.
مدرسة الكوفة