وروى ابن مندة أيضا ، من طريق إبراهيم بن فهد ـ أحد الضعفاء ـ عن حفص بن عمر ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن سماك ، عن جرير ، قال : خرجت إلى فارس ، فقلت : ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ، فسمعني رجل ، فقال : ما هذا الكلام الّذي لم أسمعه من أحد منذ سمعته من السماء؟ فقلت : ما أنت وخبر السماء؟ قال : إني كنت مع كسرى ، فأرسلني في بعض أموره ، فخرجت ثم قدمت ، فإذا شيطان خلفني في أهلي على صورتي فبدا لي. فقال : شارطني على أن يكون لي يوم ولك يوم ، وإلا أهلكتك ، فرضيت بذلك ، فصار جليسي يحدّثني وأحدّثه ، فقال لي ذات يوم : إني ممن يسترق السمع ، والليلة نوبتي. قلت : فهل لك أن أجيء معك؟ قال : نعم ، فتهيّأ ثم أتاني ، فقال : خذ بمعرفتي ، وإياك أن تتركها فتهلك. فأخذت بمعرفته فعرج حتى لمست السّماء ، فإذا أنا بقائل يقول : ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله. فسقطوا لوجوههم ، وسقطت ، فرجعت إلى أهلي فإذا أنا به دخل بعد أيام ، فجعلت أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ـ قال : فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب ، ثم قال لي : قد حفظته! فانقطع عنا.
٤٤٠ ـ أزداد (١). له إدراك ، كان مع بشير بن الخصاصية ، وغيره في فتوح العراق سنة ثنتي عشرة. ذكره سيف ، وعنه الطبريّ.
٤٤١ ـ أزهر بن حميضة (٢). وقيل زهرة.
قال ابن عبد البرّ : في صحبته نظر. وقال البخاريّ في تاريخه : سمع أبا بكر قوله ، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه.
وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين ، وقال : روى عن أبي بكر الصديق.
٤٤٢ ز ـ أزهر بن سيحان بن أرطاة بن سيحان بن عمرو بن نجيد بن أسعد ذكره المرزبانيّ ، وأنشد له شعرا قاله يوم الدّار ، منه :
يلومونني (٣) أن جلت في الدّار حاسرا |
|
وقد فرّ عنه خالد وهو دارع |
[الطويل]
٤٤٣ ز ـ أزهر بن مروان. له إدراك ، ذكره ابن عساكر ، وأخرج من طريق محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ ، قال : كان الأزهر بن مروان يرمى بالفقه ، فقال لمعاذ بن جبل ـ ونحن
__________________
(١) معجم رجال الحديث ٣ / ٢١ ، أسد الغابة ت ٧٥.
(٢) أسد الغابة ت ٧٦ ، الاستيعاب ت (٢٠).
(٣) في د تلوموني.
الإصابة/ج١/م٢٢