٤٠٧ ـ إبراهيم بن نعيم بن النحام العدوي (١). يأتي نسبه في ترجمة أبيه. ويأتي سند حديث هناك أنّ نعيما كان يسمّى نعيما فسماه النبيّ صلىاللهعليهوسلم صالحا.
قال الزّبير بن بكّار : ولد في عهد النبي صلىاللهعليهوسلم. وذكر ابن سعد أن أسامة طلّق امرأة له وهو شابّ في عهد النبي صلىاللهعليهوسلم فتزوجها نعيم بن النحام فولدت له إبراهيم.
وقال الزّبير : زوّج عمر بن الخطاب إبراهيم هذا ابنته.
قلت : وعند البلاذريّ أنه كانت عنده رقية بنت عمر من أم كلثوم بنت علي.
وذكره البخاريّ في تاريخه ، وقال : قتل يوم الحرّة ، وابن حبّان في ثقات التّابعين.
وروى البخاريّ في تاريخه من طريق مجاهد ، قال : قلت له العلوج ، فقال لي إبراهيم ابن نعيم : تب إلى الله ، فإن العلج (٢) كافر.
وجاء له ذكر في حديث فيه وهم ، أخرجه ابن مندة ، من طريق أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، عن عطاء ، عن جابر ـ أن عبدا كان لإبراهيم بن النحام فدبّره (٣) ، ثم احتاج إلى ثمنه ، فباعه النبيّ صلىاللهعليهوسلم بثمانمائة درهم.
وقال ابن مندة : روي من غير وجه عن جابر أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم باع عبدا لابن النّحام ـ يعني ليس فيه إبراهيم ـ وتعقبه أبو نعيم بأنّ ابن مندة صحّف فيه ، قال : وإنما كان فيه أن عبدا كان لابن نعيم فجعله لإبراهيم.
قلت : هذا لا يستقيم ، لأنه لو كان فيه لابن نعيم لا يثبت ذلك لابن نعيم الصحبة ، وإنما الّذي رواه الأثبات عن عطاء قالوا : نعيم بن النحام ، وكذا رواه ابن المنكدر ، وأبو الزّبير ، وغيرهم ، عن جابر ، فبعضهم لا يسمّيه. وأما إبراهيم فلا يصحّ له ذكر في هذا الحديث.
وقال مصعب الزّبيريّ : كانت تحت إبراهيم بن نعيم بن النحّام بنت لعبيد الله بن عمر بن الخطاب ، فماتت ، فأخذ عاصم بن عمر بن الخطاب بيده فأدخله منزله ، وأخرج إليه ابنتيه أم عاصم وحفصة ، وقال له : اختر ، فاختار حفصة فزوّجها لها ، فقيل له : تركت أم عاصم وهي أجملهما ، فقال : رأيت جارية رائعة ، وبلغني أنّ آل مروان ذكروها ، فقلت :
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاريّ ١ / ٣٣١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣ ، معرفة الصحابة ٢ / ١٥٤.
(٢) العلج : الرجل القوي الضّخم من كفار العجم وغيرهم. اللسان ٤ / ٣٠٦٥.
(٣) التدبير : أن يعتق الرّجل عبده عن دبر ، وهو أن يعتق موته فيقول : أنت حر بعد موتي ، وهو مدبّر. اللسان ٢ / ١٣٢١.