خلافة معاوية. وكان قد سكن المزة (١) من عمل دمشق ، ثم رجع فسكن وادي القرى (٢) ، ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف. وصحح ابن عبد البر أنه مات سنة أربع وخمسين. وقد روى عن أسامة من الصحابة أبو هريرة وابن عباس ، ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وأبو وائل ، وآخرون ، وفضائله كثيرة وأحاديثه شهيرة.
٩٠ ـ أسامة بن شريك الثعلبي (٣) : من بني ثعلبة بن يربوع ، قاله الطبراني وأبو نعيم. وقيل : من بني ثعلبة بن سعد ، قاله ابن حبّان. وقيل من بني ثعلبة بن بكر بن وائل ، قاله ابن السّكن وابن مندة وابن عبد البرّ ، وقال فيه أيضا الذبيانيّ الغطفانيّ. وتعقّبه الرّشاطيّ بأن بكرا ليس له من الولد من سمي ثعلبة ، وبأن قولهم في نسبه الذبيانيّ الغطفانيّ دل على أنه من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان ، والله أعلم.
قال البخاريّ : أسامة بن شريك أحد بني ثعلبة له صحبة. روى حديثه أصحاب السنن ، وأحمد ، وابن خزيمة وابن حبان ، والحاكم ، ومن حديثه : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير ، وفي بعض طرقه : خرجت مع النبي صلىاللهعليهوسلم في حجة الوداع ، فجاء قوم ، فقالوا : يا رسول الله ، إن بني يربوع (٤) قتلونا فقالوا : لا تجني نفس على أخرى (٥). وروى أسامة بن شريك أيضا عن أبي موسى الأشعري. وذكر الأزدي وابن السكن
__________________
(١) المزّة : بالكسر ثم التشديد : قرية كبيرة غنّاء في أعلى الغوطة في سفح الجبل من أعلى دمشق. انظر : مراصد الاطلاع ٣ / ١٢٦٦.
(٢) وادي القرى : واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى قال جميل :
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة |
|
بوادي القرى إني إذا لسعيد |
انظر : مراصد الاطلاع ٣ / ١٤١٧.
(٣) الثقات ٢١٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٣ ، تهذيب الكمال ١ / ٧٧ ، الطبقات ١٤٨ ، ١٣٠ ، تهذيب التهذيب ١ / ٢١٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٥٣ خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١ / ٦٦ ، الوافي بالوفيات ١٨ ، ٣٧٥ ، الكاشف ١ / ١٠٤ ، الجرح والتعديل ٢ / ١٠٢١ ، التاريخ الكبير ٢ / ٢١ ، المجروحين ٢ / ٢٦٩ ، تراجم الأحبار ١ / ١١١ ، السابق واللاحق ١٨٠ ، علل الحديث ٧٦ ، ٨٣ ، بقي بن مخلد ٢١٥ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٠٤ ، ٢ / ١١٣ / ٦١٩ ، جامع الرواة ١ / ٧٨ ، أعيان الشيعة ٣ / ٢٥١ ، مشاهير علماء الأمصار ٢٩٣ ، تنقيح المقال ٦٥١ ، دائرة معارف الأعلمي ٤ / ٢٠٠. أسد الغابة ت (٨٥) ، الاستيعاب ت (٢٣).
(٤) يربوع بن حنظلة : بطن من حنظلة بن مالك ، من تميم ، من العدنانية ، وهم : بنو يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر منهم : بنو رياح ، بنو سليط ، بنو صبير ، بنو ثعلبة ، بنو كليب ، وبنو عرين ، وكانت الردافة في الجاهلية لبني يربوع هؤلاء ، لأنه لم يكن في العرب أحد أكثر غارة على ملوك الحيرة منهم ، فصالحوهم على أن جعلوا لهم الرادفة ، ويكفوا عن أهل العراق الغارة. انظر : معجم قبائل العرب ٣ / ١٢٦٢ ، الاشتقاق لابن دريد / ١٣٥.
(٥) أخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ٨٩٠ عن أسامة بن شريك بلفظه قال البوصيري في الزوائد إسناده صحيح ـ