شبابة عن شعبة ، فقال : عمرو بن مالك. والأول أصحّ عن قتادة.
قال ابن السّكن : قال البخاريّ : يقال في هذا الحديث مالك بن عمرو ، ويقال ابن الحارث ، ويقال ابن مالك. والصحيح من ذلك : أبيّ بن مالك. وكذلك رجّح البغوي وغيره. وأما ابن أبي خيثمة فحكى عن ابن معين أنه ضرب على أبيّ بن مالك ، وقال : هذا خطأ ، ليس في الصحابة أبيّ بن مالك ، وإنما عمرو بن مالك.
قلت : لعله اعتمد رواية شبابة ، ولكنها شاذّة
وقد روى عليّ بن زيد بن جدعان هذا الحديث عن زرارة بن أوفى ، عن رجل من قومه يقال له مالك أو أبو مالك أو ابن مالك. ورواه الثوري وهشيم عن علي بن زيد عن زرارة عن مالك القشيري ، ورواه أشعث عن علي بن زيد ، فقال : مالك [أو] (١) أبو مالك. أو عامر بن مالك ، وقيل : مالك بن عمرو [وقيل : ابن الحارث] (٢) [وهي رواية عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد. وقيل : عمرو بن مالك. وهي رواية الثّوري عن عليّ. وكلاهما عن أحمد. وقيل : مالك بن عوف وقيل : ابن الحارث ، وهي رواية هشيم عن علي عن أحمد] (٣).
قلت : وما يقوّي رواية شعبة عن قتادة ما ذكره ابن إسحاق في «المغازي» في أمر غنائم حنين ، قال : فقال أبيّ بن مالك القشيري : يا رسول الله ، فذكر قصته [وفي «الأخبار المنثورة» لابن دريد ، قال : فقال أبيّ بن مالك بن معاوية القشيري ، وهو أخو نهيك بن مالك الشاعر المشهور ، فذكر قصة] (٤) فيها أنّ الضحاك بن سفيان عتب على أبيّ بن مالك في شيء بعد ذلك فقال :
أتنسى بلائي يا أبيّ بن مالك |
|
غداة الرّسول معرض عنك أشوس |
[الطويل] وسيأتي هذا الخبر في ترجمة مروان بن قيس الدّوسي ، وهذا كله يقوّي ما رجحه البخاري ، والله أعلم.
٣٤ ـ أبي بن معاذ بن أنس (٥) بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري. قال الواقديّ : شهد بدرا وأحدا. وقال البلوي : شهد أنس بن معاذ وأخوه
__________________
(١) سقط في د.
(٢) سقط في ج.
(٣) سقط في أ.
(٤) سقط في أ ، د.
(٥) أسد الغابة ت ٣٦ ، الاستيعاب ت ٧.