الْجَبَّارِينَ وَالْفَرَاعِنَةَ ـ وَالْعُتَاةَ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَأَئِمَّةَ الْكُفْرِ وَالدُّعَاةَ إِلَى النَّارِ ، وَأَتْبَاعَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُبَالِي ، وَلَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ (وَهُمْ يُسْئَلُونَ) ، وَأَشْتَرِطُ فِي ذَلِكَ الْبَدَاءَ فِيهِمْ ـ وَلَمْ يَشْتَرِطْ فِي أَصْحَابِ الْيَمِينِ الْبَدَاءَ فِيهِمْ ، ثُمَّ خَلَطَ الْمَاءَيْنِ فِي كَفِّهِ جَمِيعاً فَصَلْصَلَهَا (١) ، ثُمَّ أَكْفَأَهُمَا قُدَّامَ عَرْشِهِ وَهُمْ ثُلَّةٌ مِنْ طِينٍ ، ثُمَّ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ الْأَرْبَعَةَ الشِّمَالَ وَالدَّبُورَ وَالصَّبَا وَالْجَنُوبَ أَنْ جَوِّلُوهَا عَلَى هَذِهِ الثُّلَّةِ الطِّينَ (٢) فَأَبْرُوهَا (٣) وَأَنْشِئُوهَا ثُمَّ جُزُّوهَا وَفَصِّلُوا وَأَجْرُوا فِيهَا الطَّبَائِعَ الْأَرْبَعَةَ : الرِّيحَ ، وَالْبَلْغَمَ ، وَالْمِرَّةَ وَالدَّمَ ، قَالَ : فَجَالَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ الشَّمَالُ وَالْجَنُوبُ وَالدَّبُورُ وَالصَّبَا وَأَجْرَوْا فِيهَا الطَّبَائِعَ ـ فَالرِّيحُ فِي الطَّبَائِعِ الْأَرْبَعَةِ مِنْ قِبَلِ الشِّمَالِ وَالْبَلْغَمُ فِي الطَّبَائِعِ الْأَرْبَعَةِ فِي الْبَدَنِ
__________________
قال فباعدهم الله من العرش مسيرة خمسمائة عام قال : فلاذوا بالعرش فأشاروا بالأصابع ، فنظر الرّبّ جلّ جلاله إليهم ونزلت الرّحمة فوضع لهم البيت المعمور ، فقال : طوفوا به ودعوا العرش فإنّه لي رضا فطافوا به وهو البيت الّذي يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه أبدا ، فوضع الله البيت المعمور توبة لأهل السّماء ، ووضع الكعبة توبة لأهل الأرض فقال الله تبارك وتعالى (إنّي خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) قال : وكان ذلك تقدمة في آدم قبل أن يخلقه واحتجاجا منه عليهم ، قال : فاغترف ربّنا تبارك وتعالى غرفة بيمينه من الماء العذب الفرات ـ وكلتا يديه يمين ـ فصلصلها في كفّه حتّى جمدت فقال لها : منك أخلق النّبيّين والمرسلين وعبادي الصّالحين والأئمّة المهتدين والدّعاة إلى الجنّة واتّباعهم إلى يوم القيامة ولا أبالي ولا أسأل عمّا أفعل وهم يسألون ثمّ اغترف غرفة أخرى من الماء المالح الأجاج اه».
(١) الصلصال : الطّين اليابس الّذي لم يطبخ اذا نقر به صوت كما يصوت الفخّار والفخّار ما طبخ من الطّين.
(٢) وفي نسختي البحار والتّفسير (سلالة من طين) السلالة الطّين» في الموضعين وهو الظّاهر.
(٣) قال المجلسيّ (ره) قوله فأبروها يمكن أن يكون مهموزا من برّأه الله أيّ خلقه وجاء غير المهموز أيضا بهذا المعنى فيكون مجازا أيْ اجعلوها مستعدّة للخلق كما في قوله أنشئوها ويحتمل أن يكون من البَرْيِ بمعنى النحت كناية عن التّفريق أو من التأبير من قولهم أبرّ النّخل أيْ أصلحه.