(١) مِنَ الْمَاءِ الْمَالِحِ الْأُجَاجِ فَصَلْصَلَهَا فِي كَفِّهِ ، فَجَمَدَتْ ـ ثُمَّ قَالَ لَهَا : مِنْكِ أَخْلُقُ
__________________
(١) قد وقع هنا من النّسخ كما عرفت سقط والله أعلم به وقد سقط فيما سقط صدر هذا الحديث وتمامه مذكور في تفسير القمّيّ ره عند تفسير قوله تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا اه) (ص ٣٢) ورواه الصّدوق في العلل في باب «٩٦» علّة الطّبائع والشّهوات والمحبات «ج ١ ص ٩٨ ـ ١٠٠. ط قم» ورواه المجلسيّ «ره» منهما في البحار ج ٣ «في باب» الطّينة والميثاق» ص ٦٦ وج ١٤ : ٤٧٥ ـ ٤٧٦. ونحن نورده بلفظ التّفسير وهذا نصّه :
«حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن ثابت الحذّاء عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال : إنّ الله تبارك وتعالى أراد أن يخلق خلقا بيده وذلك بعد ما مضى من الجنّ والنّسناس في الأرض سبعة آلاف سنة وكان من شأنه خلق آدم كشط عن أطباق السّماوات ، وقال للملائكة انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجنّ والنّسناس فلمّا رأوا ما يعملون من المعاصي والسفك والفساد في الأرض بغير الحقّ عظم ذلك عليهم وغضبوا الله وتأسفوا على أهل الأرض ولم يملكوا غضبهم ، فقالوا : ربّنا أنت العزيز القادر الجبّار القاهر العظيم الشّأن وهذا خلقك الضّعيف الذّليل يتقلّبون في قبضتك ويعيشون برزقك ويستمتعون بعافيتك وهم يعصونك بمثل هذه الذّنوب العظام لا تأسّف عليهم ولا تغضب ، ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك ، قال فلمّا سمع ذلك من الملائكة «قال (إنّي جاعل في الأرض خليفة) يكون حجّة في أرضي على خلقي ، فقالت الملائكة : سبحانك (أتجعل فيها من يفسد فيها) كما أفسد بنو الجانّ ويسفكون الدّماء كما سفكت بنو الجانّ ، ويتحاسدون ويتباغضون ، فاجعل ذلك الخليفة منّا فإنّا لا نتحاسد ولا نتباغض ولا نسفك الدّماء «و (نسبّح بحمدك ونقدّس لك» فقال جلّ وعزّ (إنّي أعلم ما لا تعلمون) إنّي أريد أن أخلق خلقا بيدي وأجعل من ذرّيّته أنبياء ومرسلين وعبادا صالحين وأئمّة مهتدين أجعلهم خلفاء على خلقي في أرضي ، ينهونهم عن معصيتي وينذرونهم من عذابي ، ويهدونهم إلى طاعتي ، ويسلكون بهم سبيلي ، وأجعلهم لي حجّة عليهم وعذرا ونذرا ، وأبيّن النّسناس عن أرضي وأطهرها منهم وأنقل مردة الجنّ العصاة عن بريّتي وخلقي وخيرتي ، وأسكنهم في الهواء وفي أقطار الأرض فلا يجاورون نسل خلقي وأجعل بين الجنّ وبين خلقي حجابا فلا يرى نسل خلقي الجنّ ولا يجالسونهم ولا يخالطونهم ، فمن عصاني من نسل خلقي الّذين اصطفيتهم أسكنهم مساكن العصاة وأوردتهم مواردهم ولا أبالي.
قال فقالت الملائكة : يا ربّنا افعل ما شئت (لا علم لنا إلّا ما علّمتنا إنّك [أنت] العليم الحكيم) ـ