سورة الفجر
وهي مكّيّة كلّها بإجماعهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (٤) هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (٦) إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ (٨) وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (٩) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ (١٠) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (١١) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (١٤))
قوله تعالى : (وَالْفَجْرِ) قال ابن عباس : الفجر : انفجار الظّلمة عن الصّبح ، وانفجر الماء : انفتح. قال شيخنا عليّ بن عبيد الله : الفجر : ضوء النهار إذا انشقّ عنه الليل ، وهو مأخوذ من الانفجار ، يقال : انفجر النهر ينفجر انفجارا : إذا انشق فيه موضع لخروج الماء : ومن هذا سمي الفاجر فاجرا ، لأنه خرج عن طاعة الله.
وللمفسّرين في المراد بهذا الفجر ستة أقوال : أحدها : أنه الفجر المعروف الذي هو بدء النهار ، قاله عليّ رضي الله عنه. وروى أبو صالح عن ابن عباس قال : هو انفجار الصبح كلّ يوم ، وبهذا قال عكرمة ، وزيد بن أسلم ، والقرظيّ. والثاني : صلاة الفجر ، رواه عطيّة عن ابن عباس. والثالث : النهار كلّه ، فعبّر عنه بالفجر ، لأنه أوّله ، وروى هذا المعنى أبو نصر عن ابن عباس. والرابع : أنه فجر يوم النّحر خاصّة قاله مجاهد. والخامس : أنه فجر أول يوم من ذي الحجّة ، قاله الضّحّاك. والسادس : أنه أول يوم من المحرّم تنفجر منه السّنة قاله قتادة.
قوله عزوجل : (وَلَيالٍ عَشْرٍ) فيها أربعة أقوال (١) : أحدها : أنه عشر ذي الحجّة ، رواه العوفيّ عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وقتادة ، والضّحّاك ، والسّدّيّ ومقاتل. والثاني : أنها العشر الأواخر من رمضان ، رواه أبو ظبيان عن ابن عباس. والثالث : العشر الأول من رمضان ، قاله الضّحّاك. والرابع : العشر الأول من المحرّم ، قاله يمان بن رئاب.
__________________
(١) قال الطبري رحمهالله في «تفسيره» ١٢ / ٥٦١ : والصواب من القول في ذلك عندنا : أنها عشر الأضحى ، لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه. ووافقه ابن كثير رحمهالله.