فقالوا : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين إذا تولّينا استبدلوا بنا؟ فضرب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يده على منكب سلمان ، فقال : «هذا وقومه ، والذي نفسي بيده! لو أنّ الدّين معلّق بالثّريّا لتناوله رجال من فارس».
والثاني : فارس والرّوم ، قاله عكرمة. والثالث : من يشاء من جميع الناس ، قاله مجاهد. والرابع : يأتي بخلق جديد غيركم. وهو معنى قول قتادة. والخامس : كندة والنّخع ، قاله ابن السّائب. والسادس : أهل اليمن ، قاله راشد بن سعد ، وعبد الرّحمن بن جبير ، وشريح بن عبيد. والسابع : الأنصار ، قاله مقاتل. والثامن : أنهم الملائكة ، حكاه الزّجّاج وقال : فيه بعد لأنه لا يقال للملائكة «قوم» ؛ إنّما يقال ذلك للآدميّين ، قال : وقد قيل : إن تولّى أهل مكّة استبدل الله بهم أهل المدينة ، وهذا معنى ما ذكرنا عن مقاتل.
____________________________________
طريقين عن إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن جعفر بن نجيع عن العلاء به وعبد الله بن جعفر ، ضعيف متروك. وأخرجه البيهقي في «الدلائل» ٦ / ٣٣٤ من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء به ، والظاهر أنه منقطع بين إسماعيل وسليمان بدليل الواسطة بينهما. وأخرجه الترمذي ٣٢٦٠ من طريق عبد الرزاق عن شيخ من أهل المدينة عن العلاء به. قال الترمذي : هذا حديث غريب في إسناده مقال. قلت : هو ضعيف فيه من لم يسم ، ولعل المراد إبراهيم المدني الآتي ذكره. وأخرجه أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» ١ / ٣ ـ ٤ من طريق عبد الله بن جعفر ومن طريق إبراهيم بن محمد المدني كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. وعبد الله بن جعفر ضعيف ، والمدني أظنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ذاك المتروك المتهم. وعجزه دون ذكر الآية. أخرجه مسلم ٢٥٤٦ ح ٢٣٠ وأحمد ٢ / ٣٠٩ وأبو نعيم ١ / ٤ من طريق يزيد بن الأصم عن أبي هريرة. ويشهد لعجزه حديث أبي هريرة. أخرجه البخاري ٤٧٩٨ ومسلم ٢٥٤٦ ح ٢٣١ والنسائي في «فضائل الصحابة» ١٧٣ وأحمد ٢ / ٤١٧ وابن حبان ٧٣٠٨ من طرق عن عبد العزيز الدارودي به. ورواية البخاري لعبد العزيز إنما هي متابعة ، فقد تابعه سليمان بن بلال ، وأخرجه البخاري ٤٨٩٧ والترمذي ٣٣١٠ و ٣٩٣٣ من طريق ثور بن يزيد به. وأخرجه الترمذي ٣٢٦١ وابن حبان ٧١٢٣ والبيهقي في «الدلائل» ٦ / ٣٣٤ من طريق العلاء عن أبيه عن أبي هريرة به. ولفظ البخاري في الرواية ٤٨٩٨ «لناله رجال من هؤلاء». ولفظ البخاري في الرواية ٤٨٩٧ «عن أبي هريرة رضي عنه قال : كنا جلوسا عند النبي صلىاللهعليهوسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا) بهم قال : قلت : من هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا وفينا سلمان الفارسي وضع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يده على سلمان ثم قال : «لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال ـ أو رجل ـ من هؤلاء». وانظر «فتح القدير» ٢٢٨١ بتخريجنا.