وأما ما يتمناه الكافر حين يلقى به فى النار من قوله : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) (٤٠ : النبأ) فتلك صرخة من صرخات العذاب ، إنه ينطق بها ، وهو ممسك بالحياة حريص عليها ، كما يفعل ذلك كثير من الناس فى الدنيا ، حين تشتد بهم خطوبها ، فيتمنون الموت .. ولو جاءهم الموت لفرّوا منه ، وتشبثوا بحياتهم تلك ..
____________________________________
الآيات : (١٦ ـ ٢٥)
(فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦) وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (١٧) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩) فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (٢١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (٢٣) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢٤) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (٢٥)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ، وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ ، وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ، لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) ..
قلنا ـ فى أكثر من موضع ـ : إن هذه الأقسام المنفية فى القرآن ، إنما يقسم بها على أمور واضحة ، لا تحتاج فى تقرير حقيقتها ، وتوكيد وجودها ، إلى قسم .. فالتلويح بالقسم هنا إشارة إلى أن ما يقسم عليه لا يحتاج إلى قسم