بسم الله الرّحمن الرّحيم
____________________________________
الآيات : (١ ـ ٦)
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ(٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (٦)
____________________________________
التفسير :
كان العياذ فى سورة «الفلق» بربّ «الفلق» ، أي رب المخلوقات جميعها ..
وهنا فى سورة الناس ، يأتى الأمر بالاستعاذة ، بربّ الناس ، من الناس ، وهم بعض ما خلق الله سبحانه وتعالى.
وقد وصف الله سبحانه وتعالى فى هذه السورة ، بثلاث صفات : أنه سبحانه «رب الناس» أي مربيهم ، والقائم عليهم بعد خلقهم .. وأنه جلّ شأنه : (مَلِكِ النَّاسِ) أي مالك أمرهم ، وباسط سلطانه عليهم ، وأنه سبحانه (إِلهِ النَّاسِ) أي سيدهم ، وهم عبيده ، يتصرف فيهم كيف يشاء ، بماله من سلطان عليهم ..
وقد يقال : إن صفة الألوهية يقوم لها السلطان المطلق على المألوهين من غير داعية إلى ربوبية ، أو ملك .. فما داعية ذكر الربوبية والملك هنا؟
والجواب ـ والله أعلم ـ أن ذكر الربوبية بيان لفضل الله وإحسانه على عباده ، وأنه لم يملكهم إلا وقد خلع عليهم خلع الربوبية ، فرباهم ، ونشّأهم ،