بسم الله الرحمن الرّحيم
____________________________________
الآيات : (١ ـ ٤)
(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ(٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) (٤)
____________________________________
التفسير :
الإيلاف : من التأليف ، والجمع ، فى تجانس وألفة ، ومودة ..
فقوله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) أي لأجل أن تألف قريش رحلة الشتاء والصيف ، ولكى تعتاد تنظيم حياتها على هاتين الرحلتين ـ كان هذا الذي صنعه الله بهذا العدوّ صاحب الفيل ، الذي جاء يبغى إزعاجهم عن البلد الحرام ، ونزع ما فى القلوب من مكانة لهم ، وتعظيم لشأنهم ، باعتبارهم سدنة البيت الحرام الذي كانت تعظمه العرب ، وتعظم ساكنيه .. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) (٢٥ : الحج).
وقوله تعالى : (إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) .. هو بدل من قوله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) .. أي لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف ، كان هذا الذي فعلناه بهذا العدو المغير الذي جاء يزعج أهل هذا البلد الآمن .. فكانوا فى رحلتيهم التجاربتين ، فى الشتاء والصيف ، فى أمن وسلام ، لا يعرض لهم أحد