استوت وحسن نظامها ، ويقال ثغر رتل إذا كانت أسنانه مستوية لا تفاوت فيها ..
قوله تعالى :
* (إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا) ـ هو بيان للسبب الذي من أجله دعى النبي إلى قيام الليل ، وإلى نزع ثوب الدّعة والسكون .. إنه صلوات الله وسلامه عليه ـ سيواجه ـ بعد اصطفائه المرسالة ـ أمرا عظيما ، وإنه سيكلف أداء مهمة شاقة ، تحتاج إلى أن يبذل لها كل جهده ، وأن يقوم عليها فى كل لحظة من حياته ، ليلا ونهارا .. فهذا القول الذي سيلقى عليه ، وهو القرآن الكريم ، هو قول ثقيل بما يحمل من تكاليف ، هى عبء ثقيل عند كثير من الناس ، كما أنها حمل ثقيل على النبي فى حملها إلى الناس ، ودعوتهم إليها ..
إن عهد النوم بالليل قد انتهى! فليوطّن النبي التي نفسه منذ الآن على الجهاد ، وحمل هذا العبء ، وليأخذ للموقف عدته ، وإلّا ضعف عن حمل الرسالة ، وأداء أمانة تبليغها ، وقد علم أن إخوانه من الرسل ، قد أبلغوا رسالات ربهم ، وما كان له أن يقصر عنهم ، وهو خاتمهم ، وسيدهم.
وهذا التنبيه من الله سبحانه لنبيه الكريم ، بما سيلقاه على طريق رسالته ، من صعاب ، وما يحمله فى سبيلها من أعباء ـ هو الذي يهيىء النبي جسميّا ونفسيّا للمهمة الخطيرة التي نيطت به ، وألقيت عليه ..
وقوله تعالى :
* (إن ناشئة الليل هى أشد وطئا وأقوم قيلا).
اختلف فى معنى (ناشئة الليل) .. أهي أول الليل ، أو آخره ، أو وسطه ، أم هى اليقظة بعد النوم ..