رَبِّي أَمَداً (٢٥) عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً (٢٦) إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (٢٧) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (٢٨)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً) هو دعوة من الله سبحانه وتعالى إلى هؤلاء القاسطين الذين يسرعون إلى الهلاك بخطى حثيثة ، حيث يكونون حطبا لجهنم ـ أنه دعوة إليهم بالرجوع إلى الله والاستقامة على طريق الحق ، والإيمان بالله ورسوله ، واليوم الآخر ..
وقوله تعالى : (لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) ـ هو وعد منه سبحانه لأهل الإيمان بأنه لا يفوّت عليهم ما يطلبون فى الدنيا من خير ، فإن الإيمان بالله ، والعمل للآخرة ، لا يعوّق من سعى الإنسان ولا يعطل من جهده فى تحصيل الرزق .. فالرزق بيد الله ، وأنه سبحانه لا يعاقب المؤمنين بالتضييق عليهم فى الرزق ، وإنما هو يرزقهم بما هو أصلح لهم وأنفع ، وأنه إذا كان من المؤمنين من يرى أنه مضيق عليه فى رزقه ، فذلك ابتلاء من الله سبحانه وتعالى له ، وأن هؤلاء الذين لا يرضون من الإيمان إلا أن يكون معه سعة فى الرزق وكثرة فى الأموال والأولاد ـ هؤلاء لو آمنوا لأفاض الله سبحانه عليهم من الرزق ، ولأرسل السماء مدرارا عليهم ، حيث يكون من وراء ذلك الخصب والنماء ، ووفرة المال