ولا يناله مخلوق ، بعمله ، وإنما هو بتوفيق الله ، ومن فضله ، وإحسانه .. ولكنهم أي (المسلمون) قد اختاروا الطريق الذي ينبغى أن يختاره كل عاقل ، وهم على رجاء وطمع من رحمة الله ، ومغفرته ، ورضوانه .. إنه طريق الأمن والسلامة ، وقد اهتدوا إليه بعقولهم ، ووجب عليهم أن يسلكوه .. أما خاتمة هذا الطريق ، فهى فى علم الله ، وليس من شأننا أن نقطع بها ، وإن كان لنا أن نحسن الظن بفضل ربنا وإحسانه ..
وأما الذين كفروا ، فالنار موعدهم ، لا محيص لهم عنها ، لأنهم ركبوا طريقا مهلكة ، لا يقيم سالكها إلا على متن الهلاك ، ولا يبيت إلا على موعد معه .. وهذا ما يحكم به العقلاء على كل من يركب مهلكة من المهالك ، إنهم لا يتوقعون له إلا أن يهلك على يديها .. تماما ، كمن يدخل على الأسد عرينه ، أو يمد إلى الحية يده فى جحرها .. إنه لا محالة هالك.
____________________________________
الآيات : (١٦ ـ ٢٨)
(وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (١٦) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (١٧) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً (١٨) وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (١٩) قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً(٢٠) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (٢١) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (٢٢) إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً (٢٣) حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً(٢٤) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ