فَعَدَلَكَ* فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) .. (٦ ـ ٨ : الانفطار) .. (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (٤ : التين) ..
فهذا الخلق السوىّ الذي أقام الله عليه الإنسان ، هو نعمة جليلة تستحق من كل إنسان أن يقوم فيها بحمد الله ، والشكر له ..
والسؤال هنا : أيحسب الكافرون ، والمشركون ، وأهل الضلال ، ممن هم من أصحاب النار ـ أيحسبون من هذا الخلق الذي صوره الله فأحسن صوره؟ ..
والجواب ـ بلا تردد ـ نعم!!
فكل مخلوق خلقه الله ، هو مخلوق فى أحسن صورة وأعدلها ، إذا هو أخذ مكانه فى الوجود العام ، ولم يخرج على وضعه الذي هو فيه ..
فأىّ مخلوق أيّا كان قدره من الضالة ، والضمور ، هو بعض من الصورة العامة للوجود ، وحيث كان من هذه الصورة ، هو ذو شأن فيها ، لا تكمل إلا به .. إنه أشبه بالنغم فى اللحن الموسيقى الكبير ، أو ما يعرف «بالسمفونية» .. والصوت الذي يخرج عن هذا اللحن ، ولا يتّسق معه ، هو صوت ضائع ، لا حساب له ، ومن الخير للحن ألا يكون فيه لهذا الصوت وجود أصلا ..
والكافرون ، والمشركون ، وأهل الضلال ، هم أصوات ضالة فى هذا اللحن الكبير ، الذي يسبّح به الوجود لله ، وينشد على أنعامه نشيد الولاء لله رب العالمين ..
ومع هذا ، فإن هؤلاء الضالين ، كانوا قبل أن يفسدوا ويضلوا ـ كانوا على فطرة سليمة ، وخلق سوىّ .. ولكنهم أفسدوا هذه الفطرة ، وغيّروا