هذا الخلق ، إذ أسلموا أمرهم للشيطان ، الذي قادهم إلى الضلال فانقادوا ، ودعاهم إلى الخروج عن أمر الله فأجابوا .. (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (٤ ـ ٦ التين) ..
وفى قوله تعالى : (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) إنذار باليوم الآخر ، وتحذير منه ، حيث يصير الناس جميعا إلى الله يوم القيامة ، ويحاسبون على ما قدموا من خير ، أو سوء ..
قوله تعالى :
(يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ .. وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ..
هو تعقيب على قوله تعالى : (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) .. أي أن مصيركم أيها الناس ، إلى من يعلم ما فى السموات والأرض ، ويعلم سركم وجهركم ، بل إنه يعلم ما يدور فى الصدر من خلجات ومشاعر ، قبل أن تتخلق هذه الخلجات وتلك المشاعر فى صورة كلمات لها مدلول ومفهوم عندكم .. فعلم الله علم شامل ، قديم ، يعلم ما كان قبل أن يكون ، ويعلم ما سيكون على ما يكون ..
____________________________________
الآيات : (٥ ـ ١٠)
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٥) ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللهُ وَاللهُ غَنِيٌّ