الناس ، أمر الناس بالرحيل ، وسار بالناس يومهم حتى أمسى ، وليلتهم حتى أصبح ، وصدر يومهم حتى آذتهم الشمس ، ثم نزل بالناس ، فلم يكن إلا أن وجدوا مسّ الأرض حتى وقعوا نياما .. وإنما فعل الرسول ذلك ، ليشغل الناس عن الحديث ، الذي كان يحدّث به عبد الله بن أبىّ!
قالوا : وتحدث كثير من المسلمين إلى رسول الله يستأذنون فى قتل عبد الله بن أبىّ. ، فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يردهم قائلا :
«فكيف إذا تحدّث الناس أن محمدا يقتل أصحابه؟ لا ، لا تقتلوه! ..
وجاء عبد الله بن عبد الله بن أبى إلى رسول الله ، فقال يا رسول الله : قد بلغني أنك تريد قتل أبى ، فإن كنت لا بدّ فاعلا فمرنى به ، فأنا أحمل إليك رأسه ، وإنى أخشى أن تأمر بهذا غيرى فيقتله ، فلا تدعنى نفسى أن أنظر إلى قاتل أبى يمشى فى الناس ، فأقتله ، فأقتل مؤمنا بكافر ، فأدخل النار ..!!
فقال صلىاللهعليهوسلم : بل ترفق به ، وتحسن صحبة ، ما بقي معنا ..
وهكذا ، إطفاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الفتنة ، بحكمته ورفقه ، وبعد نظره.
قوله تعالى :
* (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ* وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) ..