هو بيان للأزواج الثلاثة التي يضمها المحشر يومئذ من عالمى الجن والإنس ، أو من ذكور الناس وإناثهم.
فأصحاب اليمين فى جانب ، وأصحاب الشمال فى جانب ، والسابقون فى مكان فوق هؤلاء وأولئك جميعا.
وفى قوله تعالى : (ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) .. استفهام يراد به إلفات الأبصار إلى أصحاب الميمنة ، والإشارة إلى مكانهم الذي ينعمون هم فيه ، وما يظلهم هناك من أمن وسكينة.
وفى قوله تعالى : (ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) ـ استفهام يراد به كذلك إلفات الأبصار إلى أصحاب المشئمة ، والإشارة إلى مكان هؤلاء المناكيد ، وما يغشاهم فيه من همّ وبلاء.
والميمنة ، من اليمن ، والبركة ..
والمشئمة ، من الشؤم ، وسوء الحال.
والسابقون ، هم أهل السابقة إلى الإيمان فى كل أمة ، ممن سبقوا إلى الإيمان بالله ، والاستجابة لرسل الله .. فهؤلاء فى مكان مكين عند الله ، لا يكاد يلحقهم فيه أحد ممن يجىء بعدهم ، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا ، وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى)! (١٠ : الحديد)
وفى تكرار السابقين فى قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ). إشارة إلى هذا المقام المكين الذي لهم عند ربهم ، وأنهم فى هذا المقام ، لا يتحولون عنه ، وهو مقام السبق أبدا.
فالسابقون الأولى مبتدأ ، والسابقون الثانية خبر ، أي السابقون هم السابقون دائما أبدا.