هذه الأرض بحيث تطيب فيها الحياة لساكنيها من الإنس والجن .. وهذا رحمة منه سبحانه ، وإحسان ، يقتضى الحمد والشكر لله رب العالمين ..
قوله تعالى :
(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
انشقت السماء : أي فتحت أبوابها. وذلك عند انتقال الثقلين ـ الجن والإنس ـ إلى العالم الآخر .. فعندئذ تتبدل حقائق الأشياء ، فى نظر الجن والإنس ، وتبدو السماء التي كانت مغلقة عليهم ، وقد أمكنهم النفوذ إلى أقطارها ، وهنا ترى الأشياء على حقيقتها لهم .. وهذه السماء التي تبدو فى لونها الأزرق ، تأخذ عندهم لونا ورديا ، أي أحمر داكنا ، كالدهان ، وهو الشحم حين يصهر ، فيأخذ هذا اللون الوردي الداكن .. ذلك أن هذا اللون الأزرق الذي نراه فى جو السماء ، ليس إلا انعكاسا لأشعة الشمس على الأرض .. فإذا صعد الإنسان فى الجو تغير هذا اللون فى مرأى العين ، وأخذ صورا من الألوان التي يغلب عليها السواد .. فإذا خرج عن فلك الأرض لم ير إلا هذا اللون الأحمر ، وهو اللون الذي يعلو جميع الألوان التي تبدو من تحليل الضوء خلال منشور زجاجى ..
وهنا سؤال أيضا :
أين الآلاء التي تحدث عنها الآية الكريمة هنا؟ وإذا كان ما تحدث عنه آلاء ، هى فى حيز الشرط الذي لم يأت جوابه بعد ـ فكيف يكون لها مفهوم بغير الجواب الذي يحكم الشرط ، ويكشف عن مضمونه؟.