سطّر فيه كل ما عمل من خير أو شر .. (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً) (١٣ : الإسراء).
قوله تعالى :
(وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ).
أي وكل صغير من أعمال الناس وكبيرها مستطر ، أي مكتوب فى أسطر ، على صفحات هذا الكتاب الذي يعطاه كل إنسان يوم القيامة.
قوله تعالى :
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ).
وإذا كانت تلك هى حال الضالين والمكذبين ، فى الآخرة ، وهى حال تشيب لها الولدان ، فإن هناك حالا أخرى ، هى حال أهل الإيمان والتقوى ، حيث النعيم المقيم ، والرضوان العظيم .. إن أهل التقوى فى جنات وأنهار تجرى من تحت هذه الجنات ، وإنهم فى منزل كريم عند مليك مقتدر ، بيده كل شىء.
وفى وصف المقعد بالصدق ، إشارة إلى أنه منزل شريف كريم ، شرف الصدق وكرامته ، وأنه دائم باق دوام الصدق وبقاءه ..
وفى وصف مقعد الصدق بأنه (عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) أي عند الله المالك لكل شىء ، المقتدر على كل شىء ـ فى هذا الوصف إشارة إلى قرب هؤلاء المتقين من ربهم ، وأنهم فى ساحة فضله وإحسانه ، فهو قرب رضا ورضوان ، وإدناء فضل وإحسان .. جعلنا الله سبحانه من عبادة المقربين المكرمين ..
* * *