٥٥ ـ سورة الرحمن
عروس القرآن
نزولها : مدينة
عدد آياتها : ثمان وسبعون آية
مناسبتها لما قبلها
بين سورة «الرحمن» هذه ، والسورة التي قبلها «القمر» ـ أكثر من مناسبة :
فأولا : ختمت سورة «القمر» بهذه الآية : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) .. ومن صفات المليك المقتدر ، الرحمة ، لا الجبروت ، شأن المالكين المقتدرين ، وبهذه الرحمة التي وسعت كل شىء أرسل الرسل يدعون عباده إليه ، ويطبّون للآفات والعلل التي أوردتهم موارد الضلال .. فاستجاب كثير منهم ، ووجد السلامة والعافية فى هذه الرحمة المرسلة من الله سبحانه على يد رسله .. فكان بدء سورة «الرحمن» بهذا الاسم الكريم ؛ موصولا بختام سورة «القمر» ، جاعلا منهما سورة واحدة ..
وثانيا : النظم الذي جاءت عليه سورة «القمر» ، يشابه النظم الذي جاءت عليه سورة «الرحمن» ، من حيث تكرار بعض المقاطع مرات متعددة .. فقد كرو فى سورة «القمر» قوله تعالى : (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) أربع مرات ، وكذلك قوله تعالى : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) .. كرر أربع مرات أيضا ..
وفى سورة «الرحمن» كرر قوله تعالى (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) إحدى وثلاثين مرة!