أي وإلى أن يقع العذاب المرسل إلى هؤلاء المشركين ، فلينظروا فى هذه القضية ، وليجيبوا منها على هذا السؤال : أعندهم خزائن رحمة الله ، حتى يتصرفوا فى هذه الرحمة كما يشاءون ، فيسوقوها إلى من شاءوا ، ويصرفوها عمّن شاءوا؟ وإذا كانت رحمتنا قد شاءت لها إرادتنا أن تجىء إلى «محمد» وأن تجعله الرسول المصطفى لرسالة السماء من بينهم ، فهل فى مقدورهم أن يتحكموا فى إرادتنا ، وأن يصرفوا هذه الرحمة عنه ، وأن يسوقوها إلى الرجل الذي يتخيرونه منهم؟ أليس ذلك مصادمة منهم لمشيئة الله ، وتحديا لإرادته؟ (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ؟ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) (٣٢ : الزخرف) .. فهل هم يقسمون فيما بينهم رحمة الله فيما أفاء عليهم من نعم ، فأغنى وأقنى ، ومنح ومنع؟
وفى وصف الله سبحانه وتعالى «بالعزّة» .. إشارة إلى أن مشيئته لا تغلب ، وأن إرادته لا تنازع (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) (٥٤ : الأعراف) ..
وفى وصفه سبحانه «بالوهاب» .. إشارة أخرى إلى أن هباته وعطاياه سبحانه ـ كثيرة لا تنفد ، وأنه ليس لهم ـ وتلك هى هبات الله الشاملة ، وعطاياه الغامرة ـ أن يحسدوا «محمدا» على ما أعطاه الله ، فإن لهم من هذا العطاء شيئا كثيرا لو أرادوا أن ينالوا منه .. فهذا الخير الذي بين يديه ، هو خير مسوق إليهم ، وهذه الرحمة التي وضعها الله بين يديه ، هى لهم ، فليردوا مواردها ، وليستقوا من ينابيعها ، فإنها رحمة السماء إلى الناس جميعا ..
قوله تعالى :
* (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما؟ فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ).
أي ألهؤلاء المشركين ملك ما فى السموات والأرض ، ليشاركوا الله فى