فيها إلا بكثرة المال والأولاد! ومحمد ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ إذا وزن بهذا الميزان المادي ، لا يكاد يقام له وزن ، ولو أنه كان فى ميزان الروح والنفس يرجح العالمين جميعا.!!
وإنهم ليسوا فى شك من الرسول وحسب ، بل إنهم فى شك من الرسالة التي يحملها إليهم ، وفى القرآن الكريم الذي يتلوه عليهم .. وإنهم كما نظروا إلى محمد ووزنوه بهذا الميزان الفاسد ، نظروا إلى ذكر الله ، ووزنوه بميزانهم المضطرب المختل ، فقالوا عنه : هو شعر ، وهو سحر ، وهو أساطير الأولين .. إلى آخر تلك المقولات التي قالوها فى كلام الله ..
وفى قوله تعالى : (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي) ـ وفى إضافة الذكر إلى الله ـ إشارة إلى أن حكمهم على القرآن ، وتكذيبهم له ، ليس حكما ، على محمد ، ولا تكذيبا له ، بل هو حكم على الله وتكذيب لله ، فهذا القرآن قرآنه ، وهذا الكلام كلامه .. وإذن. فإن حسابهم ليس بينهم وبين محمد ، وإنما حسابهم بينهم وبين الله ..
وفى قوله تعالى : (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) ـ إضراب على الحديث إليهم بمنطق الحق ، وإنهاء لهذا الموقف معهم ، إذ لا تجدى معهم حجة .. وإذن فليذوقوا العذاب الذي يسوقه الله إليهم ، بعد أن رفضوا هذه الرحمة المهداة لهم ..
وفى قوله تعالى : (لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) تهديد لهم بالعذاب الذي لم يذوفوا طعمه بعد ، وأنه آت لا ريب فيه ..
قوله تعالى :
* (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ).