وفى هذا السؤال : يطالب المشركون بالكشف عمن يرزقهم ، مما ينزل من السماء من ماء ، وما يخرج من الأرض من نبات؟ أو من يرزقهم من أهل السموات من ملائكة ، أو من أهل الأرض من آدميين وأشباههم؟
ولا جواب إلا هذا الجواب : «الله» .. فهو وحده المالك لكل شىء ، المتصرف فى كل شىء ، لا يملك أحد معه مثقال ذرة فى السموات أو فى الأرض ..
وفى النطق عنهم بالجواب ، إلزام لهم به طائعين أو مكرهين .. لأنه لا جواب غيره .. قبلوه ، أو ردّوه ..
وقوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) إشارة إلى أن الأمر ـ أىّ أمر ـ لا يعدو أن يكون حقّا أو باطلا ، هدى أو ضلالا ..
وقد قال النبىّ والمؤمنون معه ، قولهم فى الله ، وقال المشركون قولهم .. وإذا كان كلّ على طريق ، فإن المقطوع به أن يكون أحد الفريقين على طريق الهدى ، والآخر على طريق الضلال .. ولا يجتمعان ..
وأصل النظم هكذا : «نحن أو أنتم على هدى .. ونحن أو أنتم فى ضلال مبين» .. أي أنه إذا نظر إلينا على طريق الحق لم يكن فيه إلا أحدنا ، وإذا نظر إلينا على طريق الباطل ، لم يكن فيه إلا أحدنا .. كذلك ..
فريقان مختلفان .. مهتدون ، وضالون ..
وطريقان مختلفان .. هدى ، وضلال ..
وأهل الهدى على طريق الهدى ، وأهل الضلال على طريق الضلال ..
أما أين طريق الهدى ومن هم أهله؟ وأين طريق الضلال ومن هم