الأثر الذي تتركه الصلاة في المصلين : من إيقاظ المشاعر الطيبة في الإنسان ، تلك المشاعر التي تعاف الفحشاء ، وتنفر من المنكر ..
ـ وقوله تعالى : (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ). المراد بالذكر هنا ، استحضار عظمة الله ، وجلاله في الصلاة ، حيث يكون الإنسان في صلاته في حال من الخشوع ، والتخاضع بين يدى الله ، لما يملأ قلبه من جلال الله وعظمته ، وهذا هو الذي يجعل للصلاة ثمرا طيبا مباركا ، يذوق الإنسان منه حلاوة الإيمان ، ويستروح منه أنسام التقوى ، وبذلك يدخل في عباد الله المفلحين المكرمين .. كما يقول سبحانه : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) (١ : المؤمنون) فالصلاة التي لا يحضرها ذكر الله ، ولا يغشاها الخشوع والرهب ، ولا تظللها سكينة النفس ، وطمأنينة القلب ـ هى صلاة قليلة الثمر ، ضثيلة الأثر .. يقول الله سبحانه لموسى عليهالسلام : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) «١٤ : طه» أي لتذكرنى بها ..
وإذا كان ذكر الله مطلوبا في كل حال ، فى الصلاة وفي غير الصلاة ، فإن ذكره سبحانه في الصلاة ، أولى وأوجب .. إذ كانت الصلاة في ذاتها ذكر الله .. فالذكر في مقام الذكر أولى ، وأوجب ، وأنفع.
هذا ، وقد يصغر شأن الصلاة عند من ينظرون إلى كثير من المصلين ، فلا يجدون للصلاة أثرا عليهم في سلوكهم ، حيث لم تنههم صلاتهم عن فحشاء أو منكر .. ففى المصلين من يكذب ، وفي المصلين من يشهد الزور ، وفي المصلين من يبخس الكيل والميزان ، وفي المصلين من يشرب الخمر ، وفي المصلين من يزنى ، ومن يسرق ... ومن ، ومن ..
ونعم ، فى المصلين ، من هم على هذا الوصف الذميم .. وليس ذلك لعلة فى الصلاة ، وإنما العلة كامنة في المصلّى نفسه ، لأنه يصلى بجسمه ، ولا يصلى بعقله ،