وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) (١٨)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ).
هذه الآية تعرض تجربة عملية ، تدعو إليها أولئك الذين يعبدون الله على حرف فيؤمنون به إن أصابهم خير ، ويكفرون به إن مسهم ضر ..
وهذه التجربة وإن لم يمكن إجراؤها إجراء واقعيا ، فإنه يمكن أن تمثّل وتتصور تصورا ..
وهو أن يمد الإنسان سببا ، أي حبلا إلى السماء وأن يتخذ من هذا الحبل سلّما يصعد به إلى أعلى ، ويرقى إلى منازل العزة والسيادة ـ فإن فعل هذا ، وحدثته نفسه أن هذا لا يحقق له شيئا مما يريد ، فليقطع هذا الحبل ، ثم لينظر هل ينفعه كيده .. هذا فى قطع الحبل؟ إنه قطع السبب الذي كان من الممكن أن يصعد به ، وإنه ليس من وسيلة إلى ذلك إلا بمثل هذا الحبل الممدود .. وأما وقد قطع الحبل ، فإنه سيهوى إلى الأرض ، ويسقط جثة هامدة لاصقا بالأرض ، لا يبرحها أبدا ..
والصورة ـ كما قلنا ـ قائمة على التمثيل ، والتخيل ..
فالذى يؤمن بالله ، هو كمن مدّ حبلا بينه وبين ربه ، وأمسك بالسبب الذي