قوله تعالى :
(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ).
هو صورة مقابلة للمشركين والكافرين ، وما حصلوه من التعبد لغير الله .. فقد كان جزاؤهم الخزي فى الدنيا ، والعذاب الأليم فى الآخرة ..
أما الذين تعبدوا لله ، وأعطوه ولاءهم ، ودانوا له بالطاعة ، وتقربوا إليه بالأعمال الصالحة ، فقد ربحوا ربحا عظيما ، حيث أعزهم الله فى الدنيا ، وأنزلهم فى الآخرة منازل الرضوان ، فى جنات تجرى من تحتها الأنهار.
وفى قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) إشارة إلى سلطان الله وقدرته ومشيئته المطلقة ، وأنه يفعل ما يريد ، دون معترض أو معوق ، أو معقب .. وفى هذا تعريض بالآلهة التي يعبدها الضالون من دون الله ، حيث هى فى قيد العجز ، لا تملك ضرّا ولا نفعا ..
____________________________________
الآيات : (١٥ ـ ١٨)
(مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (١٥) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (١٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١٧) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ