ما يعطيهم جهدهم من ثمر قليل أو كثير ، فإن أصابهم خير حمدوا الله وشكروا له ، وإن أصابهم ضرّ استعانوا الله بالصبر عليه ، والتمسوا العافية وكشف الضرّ منه ..!
هذا هو سبيل المؤمنين ، الذين يمتثلون أمر الله سبحانه بالعمل ، كما يقول سبحانه : (وَقُلِ اعْمَلُوا) ثم يسلمون أمورهم كلّها له سبحانه .. غير ناظرين إلى غيره ، أو طامعين فى غير فضل من فضله أو رحمة من رحمته ..!
هذا وقد أشرنا إلى هذا فى مبحث خاص ، تحت عنوان : «الوسيلة والتوسل» فليرجع إليه من شاء (١).
وفى قوله تعالى : (لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ) هو ذمّ لهؤلاء المعبودين لا من حيث ذواتهم وأشخاصهم ، وإنما من حيث العون الذي ينتظره العابدون منهم .. فهم لا يملكون لهم من الله شيئا ، كما يقول سبحانه وتعالى : (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ) (١٤ : فاطر) .. فالذمّ متجه إلى الثمرة المرجوّة من هؤلاء المعبودين .. إنها سراب ينخدع له أولئك الذين تتعلق أبصارهم به ، وتنعقد آمالهم عليه ..
والمولى : هو القريب ، والسيد .. الذي يرجى عونه ونصرنه.
والعشير : المعاشر من أهل وأقارب ..
ويجوز أن يكون الذم متوجها إلى المعبودين ، من أصنام أو ناس يدعون الناس إلى عبادتهم ..
__________________
(١) انظر الكتاب الثالث من التفسير القرآنى للقرآن.