ـ وفى قوله تعالى : (وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) إشارة إلى أن النّهار سعى وعمل ، حيث يبصر فيه الإنسان طريقه ومسربه فى الحياة .. فلينتفع بهذه النعمة ، وليضع قدمه على طريق مستقيم ، حتى يتجنّب العثرات والزلات ..
وقد قرىء : «مبصرة» بفتح الميم وسكون الباء ، وفتح الصاد .. اسم آلة .. أي جعلنا آية النهار آلة للإبصار ..
ـ وقوله تعالى : (وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ.) أي أن الليل والنهار ، إذ يقتسمان الزمن ، ويتداولانه فيما بينهما ، كان سببا فى معرفة الزمن ، وفى رصد حركاته ، وعدّ السنين وحسابها .. وأنّه لو كان الزمن ليلا سرمدا ، أو كان نهارا دائما ، لما عرف الناس للزمن حركة ، ولما تولّد لهم من حركته الأيام ، والسنون!
قوله تعالى : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً) ..
ألزمناه : أي أوجبنا عليه ، وأخذنا به ..
وطائره : عمله ، من خير أو شر .. وسمّى عمل الإنسان طائره ، لأنه حصيلة سعيه فى هذه الدنيا ، وقد كان العرب ، يتخذون من الطير فألا يجرون عليه أعمالهم .. فإذا أطلقوا طائرا ، فطار من الشمال إلى اليمين ، تفاءلوا به وسمّوه «سانحا» وإذا طار من اليمين إلى الشمال ، تشاءموا به وسموه «بارحا» .. فأعمالهم كلها ـ على هذا التقدير ـ من خير أو شر ، هى مما جرى به الطير : سانحا ، أو بارحا ..
وقد ورد فى القرآن الكريم ، ما جرى على ألسنة الذين يتخذون من الطير