ـ وقوله تعالى : (قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ) .. هو ردّ على تعلّات هؤلاء الكافرين ، وردع لهم ، وأنهم لن يؤمنوا أبدا .. إذ أنهم لم يكونوا ممن أرادهم الله سبحانه للإيمان ، ودعاهم إليه ، لما علم من فساد طبيعتهم .. والله سبحانه وتعالى يقول : (وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (٢٣ : الأنفال) .. أما أهل الإيمان ، فقد دعاهم الله سبحانه وتعالى إليه ، ويسّر لهم الإيمان به ، إذ كانوا على فطرة قابلة للخير ، مستجيبة للحق ، متهدّيه إلى الإيمان ، والله سبحانه وتعالى يقول : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً) (١٧ : محمد) ويقول سبحانه : (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) (٧٧ : مريم).
قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ـ هو بدل من قوله تعالى (مَنْ أَنابَ) يعنى أنه سبحانه يهدى من أناب إليه من عباده ، أي رجع إليه ، ووجه وجهه إلى رحابه .. وهؤلاء هم المؤمنون الذين استجابوا لله والرسول واطمأنت قلوبهم بذكر الله ..
ـ وفى قوله تعالى : (وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ) إشارة إلى أن من علامات أهل الإيمان ، أنهم إذا ذكروا الله ، أو ذكّروا به ، اطمأنت قلوبهم ، واشتملت عليهم السكينة ، وغشيهم الأمن والسلام ..
ـ وفى قوله تعالى : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) توكيد لهذا الخبر الذي تضمنه قوله تعالى (وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ ..)
وقوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) هو توكيد لقوله تعالى : (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) .. حيث أن ذكر الله يقيم الإنسان على الإيمان بالله ، ويمسك به فى مجال العمل الصالح ، فيحيا