حياة طيبة ، يجد فيها الأمن والسكينة ، فإذا كانت الآخرة ، وجد ما عمل من صالحات حاضرا ، فيسعد به ويهنأ.
والطوبى : مؤنث أطيب ، وهو الحسن الجميل من كل شىء ..
والمآب : المرجع ، والمراد به يوم القيامة ..
[ ذكر الله .. واطمئنان القلوب به ]
(أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ..
وذكر الله هو تذكره ، فى استحضار جلاله ، وعظمته ، وقدرته ، وكل ما له ـ سبحانه ـ من صفات الكمال والجلال .. فإذا ذكر الإنسان ربّه ، واستحضر جلاله وعظمته ، كان من هذا الذكر فى ظلّ ظليل ، من جلال الله وعظمته ، وفى حمّى لا ينال من حياطته ، ورعايته ، وفى عزة تصغر أمامها عزة كل عزيز فى هذه الدنيا ، إذ كان معتصمه هو الله القوىّ العزيز! (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (١٠١ : آل عمران).
فالذى يذكر الله وهو موقن به ، طامع فى رحمته ، معتصم بجلاله ، محتّم بحماه ، لائد بفضله ، عائد به ، من هموم الدنيا ، ومن ظلم الظالمين ، وبغى الباغين ـ يجد ربا قريبا منه ، سامعا دعاءه مستجيبا له ، قال تعالى : (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) .. وقال : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) .. وقال جل شأنه (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (١٨٦ : البقرة).
وليس ذكر الله الذي تطمئن به القلوب ، هو هذا الذكر الذي تردّده الألسنة ترديدا آليا ، دون أن يكون منبعثا من القلب ، دافئا بحرارة الإيمان ،