وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٤١)
____________________________________
التفسير : بعد أن بينت الآيات السابقة حكم الله فى الأشهر الحرم ، وموقف المشركين من حرمات الله عامة ، ومن حرمة هذه الأشهر الحرم خاصة ، وما ينبغى أن يكون عليه موقف المسلمين من رعاية حرمة هذه الأشهر ، مع اليقظة والحذر من خيانة المشركين وغدرهم بحرمات الله ، وحرمة العقود التي بينهم وبين المسلمين ..
بعد هذا ، جاءت هذه الآيات تستحثّ المسلمين على الجهاد فى سبيل الله ، وتنكر على المترددين والمتلبّثين ترددهم وتلبثهم فى الاستجابة لدعوة الله ، والنّفر إلى الجهاد فى سبيله ، فى غير تراخ أو فتور ، كما يقول الله سبحانه : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ).
وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ)
الاستفهام هنا إنكارى ، إذ ينكر على من آمن بالله ، ولبس لباس المؤمنين به ، ألّا يكون فى المجاهدين فى سبيل الله ..
والنّفر إلى الحرب : السّعى إليها فى جدّ وعزم ومضاء ..
وأصل المادّة من النفور ، وهو الصدّ عن الشيء ، ومنه قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً) (٦٠ : الفرقان)