وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
أما بعد هذه القرون العشرة ، فقد تبدأ دورة جديدة ، للحياة الإنسانية كلها ، أو قد ينتهى عمر الإنسان على هذه الأرض .. وعلم ذلك عند علام الغيوب.
____________________________________
الآيات : (٣٤ ـ ٣٥)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣٤) يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (٣٥)
____________________________________
التفسير : جاء فى الآية (٣١) قوله تعالى : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ..) وهو يكشف عن الدور الذي يقوم به كثير من أحبار اليهود ورهبان النصارى ، فى إفساد المعتقد الديني لأتباعهم ، وخاصة ما يتصل بتصورهم للالوهية ، ونسبة الولد إلى الله ، كما قال الله سبحانه وتعالى عنهم : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) (٣٠).
وفى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) .. فى هذا فضح لأولئك الأحبار والرهبان الذين أفسدوا على النّاس معتقدهم فى الله ، فإنهم إنما فعلوا ذلك ليقوم لهم فى الناس سلطان دينىّ ، يقوم فى ظله سلطان دنيوى لهم على أتباعهم.