ما نستشفه من كلمات الله ، بل على ما تكاد تصرح به كلمات الله ، لمن أصغى إليها بأذن واعية ، والتفت نحوها بقلب سليم ، ونظر فيها بعقل متحرر من التعصب والهوى.
وإنى لأدعوك دعوة مجدّدة إلى أن تتلو قوله تعالى :
(اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ* يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ* هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ثم صل هذا بقوله سبحانه : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ* هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٧ ـ ٩ : الصف)
اتل هذه الآيات ، ولا تنظر فيما حدثتك به عن بعض مفاهيمها ، وأقم لنفسك فهما خاصّا ، معتمدا فيه على النظر المباشر فى قسمات وجهها السماوي الوضيء ، فإنك ستجد ملء مشاعرك يقينا بأنك أمام معجزة من معجزات الكتاب الكريم ، تكشف لك عن مستقبل الإسلام ، وتشير إلى يوم قريب فى دورة الزمن ، تصبح فيه الإنسانية كلها وقد دانت بهذا الدين ، ورضيت ما ارتضاه الله لها فى قوله سبحانه : (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً).
هذا ، وقد استظهر بعض العلماء المشتغلين بالدراسات الإسلامية (١) ـ
__________________
(١) هو المغفور له الأستاذ محمد فريد وجدي.