الذي أعلن الله ـ سبحانه ـ المشركين فيه ، بأنه برىء منهم ، وأن رسوله برىء منهم .. وأن المسلمين ـ موالاة لله ولرسوله ـ بريئون منهم ..
وقوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ) هو تطمين لقلوب المؤمنين ، وإغراء لهم بدفع المشركين عن البيت ، ولو كان فى هذا ما قد يسبب لهم كسادا فى تجارتهم ، وتبادل المنافع بينهم وبين المشركين فى موسم الحجّ .. فالأرزاق بيد الله ، ويده سبحانه مبسوطة بالعطاء ، وفضلة واسع عميم .. فليستقم المسلمون على أمر الله ، وليبتغوا بذلك مرضاته ، وهو سبحانه الذي يتكفّل بأرزاقهم ، وبإعطائهم الجزيل من فضله ..
وقوله تعالى : «إن شاء» ليس قيدا واردا على الحكم الذي حكم به فى قوله سبحانه: (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) .. وإنما هو إشارة إلى أن مشيئة الله هى المسلطة على كل شىء ، وأنها لا تتوقف فى نفاذها على أفعال العباد ، إذ أن أفعال العباد كلها داخلة فى مشيئة الله ، واقعة تحت سلطانها ..
وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) هو وصف كاشف لهذه المشيئة ، وأنها مشيئة «عليم» لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء .. «حكيم» فلا تقع مشيئته إلا على ما يقضى به علمه وحكمته ، فتقع إذ تقع على أكمل الكمال ، وأحكم الحكمة ..
قوله تعالى : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ)
الجزية : هى ما يفرض على أهل الذمّة من مال يؤدونه للمسلمين ، وسمّيت