هذا ـ دائبون على هذا الكيد للمؤمنين .. لا يقصرون ، ولا ينتهون ..
وتسمية هؤلاء الغواة من المشركين والضالين إخوانا للمؤمنين ، هو لما بينهم من صلات القرابة والنسب ..
ومن جهة أخرى فإن هؤلاء المشركين الضالين ، كان من شأنهم ـ لو عقلوا ـ أن يكونوا إخوانا لهؤلاء المؤمنين ، أخوّة إيمان وتقوى ، بعد أن كانوا إخوانا لهم ، نسبا وقرابة ، ولكن فرّق بينهم هذا الضلال الذي هم فيه ..
وقوله تعالى : (وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
هو عطف على قوله تعالى : (وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ) ..
أي أن هؤلاء المشركين إذا لم تأتهم بآية مما يقترحون عليك من آيات ، قالوا لك : هلا اجتبيتها ، أي اخترتها أنت بنفسك من بين تلك الآيات التي كانت تتنزل على الرسل السابقين ، كناقة صالح ، وعصا موسى ، ويده ، ومعجزات عيسى فى إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص؟ فهذه الآيات وأمثالها هى التي نطلب إليك أن تأتينا بواحدة منها أو مثلها ، ونحن لا نشق عليك بأن نطلب إليك آية بعينها ، بل نترك ذلك لك ، لتتخير الآية التي تقدر عليها!! وليس ذلك منهم عن صدق وجدّ ، وإنما هو استهزاء ، وسخرية ، وتحدّ وقاح للنبىّ ، وإظهاره بمظهر المغلوب على أمره فى تحدبهم له ..
وقد أمر الله نبيّه الكريم أن يلقاهم بقوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ) أي أننى لست إلا رسولا من الله إليكم ، أبلغكم ما أرسلت به ، وأنه ليس ممّا لى أن آتى لكم بما لم ينزّله علىّ ربّى ، ويأذن لى به .. (إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ) .. فلو أنكم أيها المشركون قدرتم الله حقّ قدره