ذلك لهلك الناس جميعا ، ولما نجا منهم أحد .. (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ ، وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) : (٦١ : النحل) وكون الله بصيرا بعباده ، يقتضى أنه عالم بما فيهم من ضعف إنسانىّ ، إن لم تمسسهم رحمة الله ، وتحفّ بهم مغفرته لم يكن للناس جميعا سبيل إلى الخلاص والنجاة ، وهذا ما يكشف عنه سرّ الجمع بين ما عند الله من عقاب سريع ، وما عنده من مغفرة ورحمة : (إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ).