الذي بين يديه من كتاب الله ، ويتلو هذه الأحكام المقررة فيه ، من أوامر ونواه : (قُلْ تَعالَوْا .. أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) ..
خامسا : وإذ كان المشركون قد شرعوا لأنفسهم شريعة مفتراة ، حرّموا بها ما أحلّ الله من طيبات ، فقد كانت المواجهة لهم أولا بما حرّم الله من منكرات ، وما نهى عنه من خبائث ..
وننظر فى الآيات الكريمة فنرى :
أولا : قوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) يمثّل الرسول الكريم وقد جاء ، وبين يديه ، وعلى لسانه ، كتاب الله الذي معه ، يتلو منه ما حرّم الله على عباده من منكرات ..
ثم ها هو ذا رسول الله يتلو عليهم ما حرم الله من منكرات ، فيبدأ بقوله تعالى : (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً). فهذا أول ما يجده الرسول الكريم من منكر نهى الله عنه فى آيات كثيرة أنزلها الله عليه ، واستودعها قلبه .. مثل قوله تعالى : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً). وقوله سبحانه : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً).
فهذا هو أول ما يتلوه الرسول من كتاب ربه : (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) .. والرسول فى هذه التلاوة غير ملتفت إلى تلك الدعوة التي دعا فيها الناس إلى أن يستمعوا إليه ، وهو يتلو ما حرّم ربهم عليهم .. فتلك دعوة موجهة منه للناس أن يجتمعوا إليه ، فإذا اجتمعوا ، استقبلهم بما أنزل الله عليه من آياته ، من منهيّات ..
وإذن فلا اتصال فى النظم من جهة اللغة والنحو بين قوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) وبين قوله سبحانه : (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً).