العواصف ، التي انتزعت أديانا كثيرة من مواطنها ، فى الغرب والشرق! وهيهات أن تنال العواصف والزوابع من دين هو أرسخ من الجبال الراسيات! يقول بعض المتأولين : إن تحريم القرآن للخمر لم يكن تحريما قاطعا ملزما ، وإنما هو تحريم أشبه بالكراهية ، الأمر الذي يجعلها لا تدخل فى باب الكبائر من المحرّمات!
وحجة القائلين بهذا القول ، هى أن الله سبحانه وتعالى لم يقرنها بالمحرمات التي ورد فى القرآن الكريم النصّ على تحريمها بصريح اللفظ : «حرّم» أو «حرمت» مثل قوله تعالى : (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً) (٩٦ : المائدة) وقوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ) (٣ : المائدة) وقوله سبحانه : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ) .. الآية (٢٣ : النساء).
هكذا يجى النصّ القرآنى بلفظ التحريم صريحا ، فيما أراد الله تحريمه ، من منكرات .. تحريما قاطعا جازما!!
أما فى الخمر ، فقد جاء النصّ فى معرض الحكم عليها بقوله تعالى : (رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ. ، لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .. ولو كان من تدبير الشريعة تحريم الخمر تحريما قاطعا لجاء النصّ صريحا بلفظ التحريم هكذا : «حرمت عليكم الخمر»!
هكذا يهوّن هؤلاء المتألون من شناعة الخمر ، ويستخفّون بجريمتها ، ويجدون فى الإقدام على شربها ما يرفع عنهم كثيرا من آثامها .. فما شربها