فما سر هذا؟
ومدلول اللغة يقضى بأن الجمع أكثر من المفرد عددا .. فالجمع ، أكثر من اثنين ، إلى ما تنتهى إليه المعدودات من عدد .. والمفرد واحد ، لا يزيد ..
هذا فى الأشياء المتفقة نوعا أو جنسا ..
فهل يكون ذلك فى المختلف من الأنواع والأجناس؟ وهل إذا كان الجمع أكثر عددا ، هل يكون أكبر جرما وقدرا؟
والجواب : أن ذلك ليس بالحتم اللازم ، فقد يكون الجمع مع كثرته عددا ، أقلّ من المفرد ، جرما وقدرا ..
فألوف الألوف من النمل مثلا ، لا تعدل الفيل جرما .. وألوف الألوف من الحصا ، لا تعدل حصاة من ذهب.
والسؤال الوارد هنا : هل جمع السموات وإفراد الأرض ، يقضى بأن تكون السموات أكبر جرما وأعظم قدرا من الأرض؟
وللإجابة على هذا ، ننظر فى القرآن الكريم ، فنجد أن السموات ذكرت جمعا ، فى أكثر من مائة وخمسين موضعا ، كما ذكرت بلفظ المفرد فى نحو مئة وعشرين موضعا ..!
وأنها حين تذكر جمعا يكون فى مقابلها الأرض بلفظ المفرد .. هكذا : «السموات والأرض» .. يكاد ذلك يكون مطردا فى معظم القرآن .. مثل قوله تعالى :
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) (١٩٠ : آل عمران). وقوله سبحانه : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) (٢٥٥ : البقرة) وقوله : (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ